ماذا يتصفح السوريون على "الإنترنت"..؟
صفحة 1 من اصل 1
ماذا يتصفح السوريون على "الإنترنت"..؟
[color=blue]تماماً مثل النمط المقدم في عالم الأفلام السينمائية، وعالم الفيديو كليب والأغاني العربية منها والأجنبية، لكن هذه المرة في عالم أوسع، عالم من الشبكات المترابطة التي نُسِجت خيوطها بمواقع وصفحات ألوانها مختلفة.. وأعدادها لا حصر لها.
العنوان كان على الشكل التالي: الـ (توب تن) لأفضل المواقع تصفحاً على الشبكة، أما بداية القصة فجاءت عبر محرك بحث إحصائي يقدم للباحث مؤشرات عن أكثر المواقع تصفحاً وزيارة بحسب الانتشار الجغرافي ومكان الاتصال.. وإمكانية أن نجيب عن سؤال: ماذا يتصفح السوريون والمجتمع المحلي.. ممكنة إذا، لكن هل الأرقام الناتجة تحاكي الواقع فعلاً وتعطي مؤشرات عن استخدامات الإنترنت محلياً، وهل يفرض نوع الخدمة المقدمة وجودتها أنماطاً معينة من التصفح؟!.. لنعرف سنسمح للسطور أن تقدم الإجابات:
آراء أولية
يقتصر استخدام زاهر -شاب جامعي- لشبكة الإنترنت على تصفح بريده الالكتروني وعلى زيارة بعض مواقع السيارات، نظراً لاهتمامه بالتفاصيل والمعلومات التي تقدمها مثل هذه المواقع عن أنواع مختلفة منها. أما سامر فمع تأكيده على تصفح بريده الالكتروني الخاص يقول إنه يقوم باستمرار بتحميل مقاطع صوتية ومحتويات نصية، أما المحتويات الفيلمية فإنه يفكر كثيرا قبل أن يقوم بتحميلها، نظراً لبطء الاتصال لديه عن طريق الهاتف وانقطاعه المستمر.
في حين يتحدث السيد خليل، أحد أصحاب مقاهي الإنترنت في منطقة البرامكة - وهم إحدى الفئات التي تستطيع لعب دور المراقب بالنسبة لزوارها من مستخدمي الإنترنت- عن المحتوى الذي يتصفحه الزوار بالقول: إن معظم رواد المقهى لديه هم من متصفحي مواقع الدردشة، بالإضافة إلى كون فئة كبيرة من الشبان يتصفحون المواقع الإباحية.
ويرى أن حجب مثل هذه المواقع بالنسبة إليه أمر ليس بوارد، كونه يرتبط بالدرجة الأولى بوعي الاستخدام.
إحصائيات أكثر دلالة
مزودات خدمة الإنترنت فئة ثانية أكثر قدرة بكل تأكيد على جمع مؤشرات لطبيعة التصفح، ويتحدث الأستاذ (وسام تركماني) أحد العاملين في قطاع الإنترنت الخاص (مزودات الخدمة) بالقول: إنه وبمراجعة المواقع الشهيرة لقياس سلوك المستخدمين، وبمراجعة البيانات الداخلية الخاصة بالمزود الخاص بنا لمعرفة المواقع التي يرتادها مستخدمو الإنترنت محلياً تبين أنها تنقسم إلى عدة أجزاء، إذ يأتي أولاً وبالصدارة مواقع محركات البحث، وتأتي بالمرتبة الثانية مواقع الدردشة والتعارف ومواقع الوسائط المتعددة والأفلام، ثم وبدرجة معينة تأتي المواقع الإخبارية والسياسية.
ويضيف (التركماني): إن المواقع الإباحية والمواقع الشائنة أخلاقياً تشكل نسبة لا تنكر من تلك القائمة، وجزءاً لا يمكن المرور دون الحديث عنه، وبالرغم من أننا كمزودات خدمة، إضافة للجهات الرقابية القائمة، نحاول مقاومة هذه المواقع ومنع شبابنا من دخولها، لكن الموضوع يدخل في قائمة شبه المستحيل، نظرا لكثرة تلك المواقع!.. رغم كل ذلك وتبقى فعالية الحماية مقترنة بوعي المستخدم نفسه بالدرجة الأولى. ويبدو بحسب ملاحظاتنا أيضاً أن بعض الزيارات بدأت تظهر بشكل خجول لمواقع المعلومات العامة، والتعليم الالكتروني لكنها للأسف متأخرة وقليلة نسبياً.
بشكل عام، نلاحظ أن الإنترنت في سورية -حسب سلوك مستخدميه- مازال وسيلة ترفيه ولم يرتقِ ليصبح جزءاً من الحياة الرقمية بعد.
وسيط اقتصادي.. ما زال للترفيه
التركماني تحدث عن نسب مئوية للمواقع الأكثر زيارة فقال: عند الحديث عن نسب يجب إهمال نسب الزيارة المحققة لمحركات البحث لأنها لا تعتبر تصفحاً بحد ذاته، لكنها وسيلة وصول للصفحات، وهذا الكلام يشمل أيضاً مواقع مزودات الخدمة لأنها محطة شبه إجبارية للمتصفح.. وبعد استبعاد المواقع المذكورة نجد أن المواقع الترفيهية تشكل حوالي 60% في حين أن هناك ما نسبته 20% للمواقع الشائنة والإباحية مع الملاحظة لطول فترة الزيارة فيها مقارنة مع المواقع الأخرى، وتأتي المواقع الإخبارية بنسبة تصل لحدود 15% وما نسبته 5% للمواقع الأخرى، مع الملاحظة بأن المواقع الأخرى لا تشمل قياس مواقع البريد الالكتروني باعتبارها محطة إخبارية أيضاً.
وبمقارنة الزيارة والاستخدام عند السوريين بدول متقدمة مثلاً، نلاحظ غياب مواقع التجارة الالكترونية والتبادل التجاري والمواقع الاستثمارية ومواقع الدفع الالكتروني والمواقع الحكومية، بينما تعتبر في قائمة المواقع الأكثر زيارة في الدول الأخرى
ويترك الأستاذ وسام تركماني التفسير لأصحاب الشأن في خلق مثل تلك المواقع وجعلها ذات فائدة عند دراسة إحصائية أخرى، حتى يكون لمثل هذه المواقع نسبة في إحصاءاتنا حتى ولو كانت خجولة.
أخيراً يمكن القول إن الإنترنت ما زالت وسيلة ترفيه في حين أنها وسيط اقتصادي مهم في دول أخرى.
تأكيد.. مع مقاطعات بسيطة
يبدأ الأستاذ (عماد المهايني) مؤسس شبكة المعلوماتيين الشباب التابعة للجمعية العلمية السورية للمعلوماتية حديثه بالتأكيد على صحة وجود الكثير من محركات البحث التي تقدم مؤشرات حول نوعية المواقع المتصفحة أو ما يسمى الـ "رانكينغ" للمواقع التي يزورها مستخدمو الإنترنت وإمكانية إجراء مقارنة إحصائية بحسب المنطقة أو نوعية محتوى المواقع (مواقع الميديا- مواقع السوفت وير- مواقع التسوق الالكتروني..).
ويقول عند الحديث عن طبيعة المواقع التي يتصفحها السوريون، أي بالنظر إلى النسب بحسب المواقع، نجد فيها اختلافاً عن تلك التي يستخدمها مستخدمون آخرون في دول أخرى متقدمة من العالم، وهذا الأمر يعود بدرجات مختلفة للثقافة، وللدرجة العلمية، وللاهتمامات، الموجودة في تلك المجتمعات، وبإجراء مقاطعات بسيطة بين المواقع الأكثر تصدراً عالمياً والمواقع الأكثر تصدراً محلياً، نجد أن الاهتمامات العالمية تغيب عن القائمة المحلية أحياناً لحجب هذه المواقع، وأحياناً أخرى لطبيعة الاتصال وأيضاً لغياب ثقافة التصفح بالنسبة للمستخدم المحلي، إذ تتصدر مواقع مثل (اليوتيوب والفيس بوك) القائمة بترتيب متقدم، لكنها للأسف محجوبة لدينا وتغيب عن القائمة، علماً أن لمثل هذه المواقع استخدامات إيجابية عديدة، حيث يقوم محاضرون في جامعات عالمية كبرى بنشر محاضراتهم في موقع عرض الفيديو العالمي (اليوتيوب)، ويأتي بترتيب متقدم أيضاً موقع الموسوعة العالمية (الوكبيديا) التي تعنى بالمعلومات العامة والتي تقبل الإضافة من المستخدمين أنفسهم، وموقع مدونات يسمى (البلوغر) وهي مواقع تمكن المستخدم من التفاعل مع المحتوى وتعديله أو الإضافة عليه، في حين أنها وللأسف محجوبة لدينا، (وعلى سبيل المثال يحتل موقع الوكبيديا ترتيب 16 محلياً، في حين أن الترتيب عالمياً رقمه 4)، وحتى فيما هو متاح منها يتم التعاطي معه بشكل سلبي، فالثقافة المحلية لدينا تقوم على التصفح والأخذ دون المشاركة أو المساهمة الفكرية بالإضافات أو الحلول أو الاقتراحات، لكن يمكن الإضافة في هذه النقطة بالقول إن حجب المواقع له الكثير من التأثيرات السلبية تفوق الإيجابيات نظراً لكون هذه المواقع سلاحاً ذا حدين بالنسبة للمتصفح.
(المهايني) ختم طرحه بالقول: الإنترنت في دول متقدمة خدمة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها تدخل في مجالات الحياة كافة، فلوجودها دور في البيع والشراء وفي الدراسة وكذلك إمكانية التواصل مع الآخرين، إضافة إلى تفاصيل أخرى تصل إلى درجة معرفة حالة الطقس مثلاً، في حين أن اهتمامات مستخدم الإنترنت السوري متعلقة بالبحث والبريد الالكتروني ثم بالأخبار المحلية بحسب تفسير نسب هذه المواقع الإحصائية.
المواقع الإباحية.. غائبة!!
تغيب المواقع الإباحية عن الظهور في الترتيب المتقدم بالنسبة لقائمة المواقع الأكثر زيارة إن كان عالمياً أو محلياً، وهذا الأمر يفسره الأستاذ (عماد المهايني) بالقول إن الموقع الإباحي (اكس) على سبيل المثال لا يمكن أن نجد له ترتيباً على محركات البحث الإحصائية لسبب مهم جداً وهو أن المواقع الإباحية عددها كبير جداً، ومن هنا فالنسبة الإحصائية للدخول لهذه المواقع موزعة بين كل هذه المواقع، ولكن بالتأكيد إن أمكن جمع كل هذه المواقع من هذا النوع، وأمكننا رؤية ترتيبها في سورية لكان الرقم مخيفاً جداً.. وربما يحتل الصدارة علماً أن ما نسبته أكثر من 60% من مواقع الإنترنت في العالم هي مواقع إباحية، وفي كل يوم هناك مواقع جديدة من هذا النمط.
ويضيف: هذه المواقع يتم حجبها عن طريق ما يسمى تصفية المحتوى ومعالجة بعض الكلمات الدلالية، وهذه الطريقة لها مساوئ، إذ يمكن أن يصل الأمر لحجب الكثير من المواقع الطبية مثلاً والمفيدة نتيجة وجود كلمات مثل تلك التي تحتويها المواقع السيئة أخلاقياً.
ولا يغيب على أحد أن الحماية الفعلية من هذه المواقع يجب أن يشارك بها كافة أفراد المجتمع بكل أركانه خاصة على مستوى الأسرة من ناحية مراقبة سلوك المراهقين الصغار ومن خلال التوعية والتوجيه نحو الاستخدام المفيد لهذه الخدمة.
سوء خدمة يعني سوء تصفح
المسألة التي لا نستطيع أن نتجاهلها في مقاربة الموضوع، هي أن سلوك مستخدمي الإنترنت محلياً، يرتبط بدرجة كبيرة بالخدمات المقدمة.. ويرى الأستاذ (رائف العابد) أحد الخبراء في مجال مشاريع المحتوى العربي، أن تطور إدارة أدوات المواقع واعتمادها على أنواع من الملفات ذات الأحجام الكبيرة المصممة أصلاً للاستخدام عبر أجيال متقدمة من بوابات متطورة للاتصال، تحتاج إلى سرعات عالية لنقل البيانات، وهي ليست مصممة، بأي حال، لتداولها عبر الاتصال الهاتفي العادي، أي نمط الاتصال الشائع في سورية.
فهذه البوابات غير مصممة لتخديم المواقع التي يزورها الكثيرون من الشباب، عدا عن كبر حجم رسائل البريد الالكتروني، وزيادة تبادل الملفات بين مستخدمي الإنترنت، ودخول ملفات الوسائط المتعددة بقوة إلى عالم مستخدمي الإنترنت بالإضافة إلى تعاظم التوجه إلى التعليم الالكتروني عبر الإنترنت وكل هذه الأنشطة لا يمكن ممارستها عبر بوابة الاتصال الهاتفي.
ناحية أخرى تخص موضوع سوء التصفح، تتعلق بسلوك المستخدم نفسه من ناحية أوقات الاتصال، حيث إنه، ومن الملاحظ أن الاستخدام يتركز من التاسعة ليلاً وحتى الثالثة صباحاً، أي أن كل مستخدمي الإنترنت يستخدمون الإنترنت في وقت محدد، وهذا يشكل ضغط على البنية التحتية للشبكة.
الحل بديل عن المحتوى الملوث
العابد قال: إن هذا الحل، في حال وجوده، فإنه يشكل فرصة استثمارية للعديد من الجهات المستثمرة في قطاع الخدمات المضافة، ويقدم بديلاً موثوقاً عن البديل الملوث أحياناً، والوارد لمستخدمي الإنترنت، وهو حل شبه سحري لموضوع سوء الخدمة والتصفح، على حد سواء، نظراً لما يقوم به من ترشيد موارد البنية التحتية للاتصالات، وحزمة الإنترنت الواردة لسورية.
أخيراً
صلة وثيقة بدت بين التصفح وطبيعة الخدمة المقدمة، فالموضوعان كلُّ، لا يمكن فصله.. سوء الخدمة يعني سوء التصفح، وجودتها - نأمل- أن تؤدي بالضرورة إلى النتيجة الإيجابية، لكن أيضاً تبقى كلمة الفصل الأولى والأخيرة في النهاية للمتصفح والمستخدم نفسه، فتوفر درجة مناسبة من الوعي لديه مطلوبة في التعامل مع سلاح مثل هذه الشبكة، والمواقع التي تحتويها (ذات حدين)، إما للتعليم والاقتصاد، أو للترفيه والدردشة، وهي مسؤولية متصلة بالقائمين عليها أيضاً.
معلومات مهاجرة.. تشكل ضياعاً للموارد
الكلام المتفق عليه إذاً، هو أن طبيعة الخدمة تحدد بنسبة كبيرة طبيعة التصفح، لكن السؤال يبقى مستمراً، ما أسباب سوء الخدمة؟!.
يكمل العابد الحديث بالقول: إن سوء الخدمة بشكل عام يرجع لأسباب عديدة كضعف البنية التحتية للاتصال الذي لا يخفى على أحد، وهو أمر تقوم المؤسسة العامة للاتصالات بمعالجته حسب الإمكانيات المتاحة، لكن بوتيرة لا تستطيع فيها مواكبة سرعة التطور في عدد المستخدمين وسلوكياتهم.
ويقول، إن السبب الأكبر والأخطر لسوء الخدمة، هو أن الشركات العاملة في مجال تطوير خدمة الإنترنت، بغض النظر عن كونها مزودات خدمة أو شركات استضافة وبرمجة ما زالت تعتمد على مراكز بيانات موجودة في دول مثل أوروبا وأمريكا الشمالية، وبالتالي معلوماتنا في سورية تهاجر عبر البوابات الدولية إلى تجهيزات خارج سورية، ويقوم المستهلك مرة أخرى باستيرادها من هذه المراكز، أي أنها ضياع لموارد حزم الاتصال دون طائل، ولو أن عشرات الألوف من المواقع السورية الموجودة خارج سورية كانت موجودة داخل سورية، لتضاعفت جودة الخدمة من ثلاث إلى خمس مرات، عدا عن التوفير في الكلفة المالية لخدمة الإنترنت.
ويرى العابد أنه لابد من تكافل جميع الجهات المشرفة والعاملة في هذا الشأن، للتفكير بالأخذ بيد شركات من نوع خاص، تسمى عادة شركات إدارة البيانات، وهي مناظرة لشركات إدارة الإنترنت، إلا أنها تقوم بتقديم مساحات الاستضافة ولوحات التحكم، وإدارة المواقع والبرمجيات اللازمة لها على تجهيزات موجودة في سورية.
مؤشرات
على الرغم من أنها محجوبة، يتصدر موقع الـ "فايسبوك" الترتيب (10) في قائمة المواقع الأكثر زيارة محلياً؟!"
يصل عدد مستخدمي الإنترنت محلياً إلى (2) مليون، بينما هم فعليا حوالي الـ (5) مليون.. لوجود مستخدمين عن طريق مقاهي الإنترنت أو مشتركين بخط واحد مثلاً.
تعتبر سورية من الدول الأسرع نمواً، في استخدام الإنترنت، ومع ذلك فالنسبة ما زالت في طور النمو.
المعلوماتيون الشباب، شبكة تتوجه للشباب والمجتمع بشكل عام، وتعمل في هذه المرحلة على نشر وعي أكبر للمعلوماتية وزيادة وعي واستخدام التكنولوجيا وزيادة الوعي بالمحتوى العربي.
تشكل المواقع الإباحية ما نسبته أكثر من (60%) من المواقع في العالم
[/color]
العنوان كان على الشكل التالي: الـ (توب تن) لأفضل المواقع تصفحاً على الشبكة، أما بداية القصة فجاءت عبر محرك بحث إحصائي يقدم للباحث مؤشرات عن أكثر المواقع تصفحاً وزيارة بحسب الانتشار الجغرافي ومكان الاتصال.. وإمكانية أن نجيب عن سؤال: ماذا يتصفح السوريون والمجتمع المحلي.. ممكنة إذا، لكن هل الأرقام الناتجة تحاكي الواقع فعلاً وتعطي مؤشرات عن استخدامات الإنترنت محلياً، وهل يفرض نوع الخدمة المقدمة وجودتها أنماطاً معينة من التصفح؟!.. لنعرف سنسمح للسطور أن تقدم الإجابات:
آراء أولية
يقتصر استخدام زاهر -شاب جامعي- لشبكة الإنترنت على تصفح بريده الالكتروني وعلى زيارة بعض مواقع السيارات، نظراً لاهتمامه بالتفاصيل والمعلومات التي تقدمها مثل هذه المواقع عن أنواع مختلفة منها. أما سامر فمع تأكيده على تصفح بريده الالكتروني الخاص يقول إنه يقوم باستمرار بتحميل مقاطع صوتية ومحتويات نصية، أما المحتويات الفيلمية فإنه يفكر كثيرا قبل أن يقوم بتحميلها، نظراً لبطء الاتصال لديه عن طريق الهاتف وانقطاعه المستمر.
في حين يتحدث السيد خليل، أحد أصحاب مقاهي الإنترنت في منطقة البرامكة - وهم إحدى الفئات التي تستطيع لعب دور المراقب بالنسبة لزوارها من مستخدمي الإنترنت- عن المحتوى الذي يتصفحه الزوار بالقول: إن معظم رواد المقهى لديه هم من متصفحي مواقع الدردشة، بالإضافة إلى كون فئة كبيرة من الشبان يتصفحون المواقع الإباحية.
ويرى أن حجب مثل هذه المواقع بالنسبة إليه أمر ليس بوارد، كونه يرتبط بالدرجة الأولى بوعي الاستخدام.
إحصائيات أكثر دلالة
مزودات خدمة الإنترنت فئة ثانية أكثر قدرة بكل تأكيد على جمع مؤشرات لطبيعة التصفح، ويتحدث الأستاذ (وسام تركماني) أحد العاملين في قطاع الإنترنت الخاص (مزودات الخدمة) بالقول: إنه وبمراجعة المواقع الشهيرة لقياس سلوك المستخدمين، وبمراجعة البيانات الداخلية الخاصة بالمزود الخاص بنا لمعرفة المواقع التي يرتادها مستخدمو الإنترنت محلياً تبين أنها تنقسم إلى عدة أجزاء، إذ يأتي أولاً وبالصدارة مواقع محركات البحث، وتأتي بالمرتبة الثانية مواقع الدردشة والتعارف ومواقع الوسائط المتعددة والأفلام، ثم وبدرجة معينة تأتي المواقع الإخبارية والسياسية.
ويضيف (التركماني): إن المواقع الإباحية والمواقع الشائنة أخلاقياً تشكل نسبة لا تنكر من تلك القائمة، وجزءاً لا يمكن المرور دون الحديث عنه، وبالرغم من أننا كمزودات خدمة، إضافة للجهات الرقابية القائمة، نحاول مقاومة هذه المواقع ومنع شبابنا من دخولها، لكن الموضوع يدخل في قائمة شبه المستحيل، نظرا لكثرة تلك المواقع!.. رغم كل ذلك وتبقى فعالية الحماية مقترنة بوعي المستخدم نفسه بالدرجة الأولى. ويبدو بحسب ملاحظاتنا أيضاً أن بعض الزيارات بدأت تظهر بشكل خجول لمواقع المعلومات العامة، والتعليم الالكتروني لكنها للأسف متأخرة وقليلة نسبياً.
بشكل عام، نلاحظ أن الإنترنت في سورية -حسب سلوك مستخدميه- مازال وسيلة ترفيه ولم يرتقِ ليصبح جزءاً من الحياة الرقمية بعد.
وسيط اقتصادي.. ما زال للترفيه
التركماني تحدث عن نسب مئوية للمواقع الأكثر زيارة فقال: عند الحديث عن نسب يجب إهمال نسب الزيارة المحققة لمحركات البحث لأنها لا تعتبر تصفحاً بحد ذاته، لكنها وسيلة وصول للصفحات، وهذا الكلام يشمل أيضاً مواقع مزودات الخدمة لأنها محطة شبه إجبارية للمتصفح.. وبعد استبعاد المواقع المذكورة نجد أن المواقع الترفيهية تشكل حوالي 60% في حين أن هناك ما نسبته 20% للمواقع الشائنة والإباحية مع الملاحظة لطول فترة الزيارة فيها مقارنة مع المواقع الأخرى، وتأتي المواقع الإخبارية بنسبة تصل لحدود 15% وما نسبته 5% للمواقع الأخرى، مع الملاحظة بأن المواقع الأخرى لا تشمل قياس مواقع البريد الالكتروني باعتبارها محطة إخبارية أيضاً.
وبمقارنة الزيارة والاستخدام عند السوريين بدول متقدمة مثلاً، نلاحظ غياب مواقع التجارة الالكترونية والتبادل التجاري والمواقع الاستثمارية ومواقع الدفع الالكتروني والمواقع الحكومية، بينما تعتبر في قائمة المواقع الأكثر زيارة في الدول الأخرى
ويترك الأستاذ وسام تركماني التفسير لأصحاب الشأن في خلق مثل تلك المواقع وجعلها ذات فائدة عند دراسة إحصائية أخرى، حتى يكون لمثل هذه المواقع نسبة في إحصاءاتنا حتى ولو كانت خجولة.
أخيراً يمكن القول إن الإنترنت ما زالت وسيلة ترفيه في حين أنها وسيط اقتصادي مهم في دول أخرى.
تأكيد.. مع مقاطعات بسيطة
يبدأ الأستاذ (عماد المهايني) مؤسس شبكة المعلوماتيين الشباب التابعة للجمعية العلمية السورية للمعلوماتية حديثه بالتأكيد على صحة وجود الكثير من محركات البحث التي تقدم مؤشرات حول نوعية المواقع المتصفحة أو ما يسمى الـ "رانكينغ" للمواقع التي يزورها مستخدمو الإنترنت وإمكانية إجراء مقارنة إحصائية بحسب المنطقة أو نوعية محتوى المواقع (مواقع الميديا- مواقع السوفت وير- مواقع التسوق الالكتروني..).
ويقول عند الحديث عن طبيعة المواقع التي يتصفحها السوريون، أي بالنظر إلى النسب بحسب المواقع، نجد فيها اختلافاً عن تلك التي يستخدمها مستخدمون آخرون في دول أخرى متقدمة من العالم، وهذا الأمر يعود بدرجات مختلفة للثقافة، وللدرجة العلمية، وللاهتمامات، الموجودة في تلك المجتمعات، وبإجراء مقاطعات بسيطة بين المواقع الأكثر تصدراً عالمياً والمواقع الأكثر تصدراً محلياً، نجد أن الاهتمامات العالمية تغيب عن القائمة المحلية أحياناً لحجب هذه المواقع، وأحياناً أخرى لطبيعة الاتصال وأيضاً لغياب ثقافة التصفح بالنسبة للمستخدم المحلي، إذ تتصدر مواقع مثل (اليوتيوب والفيس بوك) القائمة بترتيب متقدم، لكنها للأسف محجوبة لدينا وتغيب عن القائمة، علماً أن لمثل هذه المواقع استخدامات إيجابية عديدة، حيث يقوم محاضرون في جامعات عالمية كبرى بنشر محاضراتهم في موقع عرض الفيديو العالمي (اليوتيوب)، ويأتي بترتيب متقدم أيضاً موقع الموسوعة العالمية (الوكبيديا) التي تعنى بالمعلومات العامة والتي تقبل الإضافة من المستخدمين أنفسهم، وموقع مدونات يسمى (البلوغر) وهي مواقع تمكن المستخدم من التفاعل مع المحتوى وتعديله أو الإضافة عليه، في حين أنها وللأسف محجوبة لدينا، (وعلى سبيل المثال يحتل موقع الوكبيديا ترتيب 16 محلياً، في حين أن الترتيب عالمياً رقمه 4)، وحتى فيما هو متاح منها يتم التعاطي معه بشكل سلبي، فالثقافة المحلية لدينا تقوم على التصفح والأخذ دون المشاركة أو المساهمة الفكرية بالإضافات أو الحلول أو الاقتراحات، لكن يمكن الإضافة في هذه النقطة بالقول إن حجب المواقع له الكثير من التأثيرات السلبية تفوق الإيجابيات نظراً لكون هذه المواقع سلاحاً ذا حدين بالنسبة للمتصفح.
(المهايني) ختم طرحه بالقول: الإنترنت في دول متقدمة خدمة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها تدخل في مجالات الحياة كافة، فلوجودها دور في البيع والشراء وفي الدراسة وكذلك إمكانية التواصل مع الآخرين، إضافة إلى تفاصيل أخرى تصل إلى درجة معرفة حالة الطقس مثلاً، في حين أن اهتمامات مستخدم الإنترنت السوري متعلقة بالبحث والبريد الالكتروني ثم بالأخبار المحلية بحسب تفسير نسب هذه المواقع الإحصائية.
المواقع الإباحية.. غائبة!!
تغيب المواقع الإباحية عن الظهور في الترتيب المتقدم بالنسبة لقائمة المواقع الأكثر زيارة إن كان عالمياً أو محلياً، وهذا الأمر يفسره الأستاذ (عماد المهايني) بالقول إن الموقع الإباحي (اكس) على سبيل المثال لا يمكن أن نجد له ترتيباً على محركات البحث الإحصائية لسبب مهم جداً وهو أن المواقع الإباحية عددها كبير جداً، ومن هنا فالنسبة الإحصائية للدخول لهذه المواقع موزعة بين كل هذه المواقع، ولكن بالتأكيد إن أمكن جمع كل هذه المواقع من هذا النوع، وأمكننا رؤية ترتيبها في سورية لكان الرقم مخيفاً جداً.. وربما يحتل الصدارة علماً أن ما نسبته أكثر من 60% من مواقع الإنترنت في العالم هي مواقع إباحية، وفي كل يوم هناك مواقع جديدة من هذا النمط.
ويضيف: هذه المواقع يتم حجبها عن طريق ما يسمى تصفية المحتوى ومعالجة بعض الكلمات الدلالية، وهذه الطريقة لها مساوئ، إذ يمكن أن يصل الأمر لحجب الكثير من المواقع الطبية مثلاً والمفيدة نتيجة وجود كلمات مثل تلك التي تحتويها المواقع السيئة أخلاقياً.
ولا يغيب على أحد أن الحماية الفعلية من هذه المواقع يجب أن يشارك بها كافة أفراد المجتمع بكل أركانه خاصة على مستوى الأسرة من ناحية مراقبة سلوك المراهقين الصغار ومن خلال التوعية والتوجيه نحو الاستخدام المفيد لهذه الخدمة.
سوء خدمة يعني سوء تصفح
المسألة التي لا نستطيع أن نتجاهلها في مقاربة الموضوع، هي أن سلوك مستخدمي الإنترنت محلياً، يرتبط بدرجة كبيرة بالخدمات المقدمة.. ويرى الأستاذ (رائف العابد) أحد الخبراء في مجال مشاريع المحتوى العربي، أن تطور إدارة أدوات المواقع واعتمادها على أنواع من الملفات ذات الأحجام الكبيرة المصممة أصلاً للاستخدام عبر أجيال متقدمة من بوابات متطورة للاتصال، تحتاج إلى سرعات عالية لنقل البيانات، وهي ليست مصممة، بأي حال، لتداولها عبر الاتصال الهاتفي العادي، أي نمط الاتصال الشائع في سورية.
فهذه البوابات غير مصممة لتخديم المواقع التي يزورها الكثيرون من الشباب، عدا عن كبر حجم رسائل البريد الالكتروني، وزيادة تبادل الملفات بين مستخدمي الإنترنت، ودخول ملفات الوسائط المتعددة بقوة إلى عالم مستخدمي الإنترنت بالإضافة إلى تعاظم التوجه إلى التعليم الالكتروني عبر الإنترنت وكل هذه الأنشطة لا يمكن ممارستها عبر بوابة الاتصال الهاتفي.
ناحية أخرى تخص موضوع سوء التصفح، تتعلق بسلوك المستخدم نفسه من ناحية أوقات الاتصال، حيث إنه، ومن الملاحظ أن الاستخدام يتركز من التاسعة ليلاً وحتى الثالثة صباحاً، أي أن كل مستخدمي الإنترنت يستخدمون الإنترنت في وقت محدد، وهذا يشكل ضغط على البنية التحتية للشبكة.
الحل بديل عن المحتوى الملوث
العابد قال: إن هذا الحل، في حال وجوده، فإنه يشكل فرصة استثمارية للعديد من الجهات المستثمرة في قطاع الخدمات المضافة، ويقدم بديلاً موثوقاً عن البديل الملوث أحياناً، والوارد لمستخدمي الإنترنت، وهو حل شبه سحري لموضوع سوء الخدمة والتصفح، على حد سواء، نظراً لما يقوم به من ترشيد موارد البنية التحتية للاتصالات، وحزمة الإنترنت الواردة لسورية.
أخيراً
صلة وثيقة بدت بين التصفح وطبيعة الخدمة المقدمة، فالموضوعان كلُّ، لا يمكن فصله.. سوء الخدمة يعني سوء التصفح، وجودتها - نأمل- أن تؤدي بالضرورة إلى النتيجة الإيجابية، لكن أيضاً تبقى كلمة الفصل الأولى والأخيرة في النهاية للمتصفح والمستخدم نفسه، فتوفر درجة مناسبة من الوعي لديه مطلوبة في التعامل مع سلاح مثل هذه الشبكة، والمواقع التي تحتويها (ذات حدين)، إما للتعليم والاقتصاد، أو للترفيه والدردشة، وهي مسؤولية متصلة بالقائمين عليها أيضاً.
معلومات مهاجرة.. تشكل ضياعاً للموارد
الكلام المتفق عليه إذاً، هو أن طبيعة الخدمة تحدد بنسبة كبيرة طبيعة التصفح، لكن السؤال يبقى مستمراً، ما أسباب سوء الخدمة؟!.
يكمل العابد الحديث بالقول: إن سوء الخدمة بشكل عام يرجع لأسباب عديدة كضعف البنية التحتية للاتصال الذي لا يخفى على أحد، وهو أمر تقوم المؤسسة العامة للاتصالات بمعالجته حسب الإمكانيات المتاحة، لكن بوتيرة لا تستطيع فيها مواكبة سرعة التطور في عدد المستخدمين وسلوكياتهم.
ويقول، إن السبب الأكبر والأخطر لسوء الخدمة، هو أن الشركات العاملة في مجال تطوير خدمة الإنترنت، بغض النظر عن كونها مزودات خدمة أو شركات استضافة وبرمجة ما زالت تعتمد على مراكز بيانات موجودة في دول مثل أوروبا وأمريكا الشمالية، وبالتالي معلوماتنا في سورية تهاجر عبر البوابات الدولية إلى تجهيزات خارج سورية، ويقوم المستهلك مرة أخرى باستيرادها من هذه المراكز، أي أنها ضياع لموارد حزم الاتصال دون طائل، ولو أن عشرات الألوف من المواقع السورية الموجودة خارج سورية كانت موجودة داخل سورية، لتضاعفت جودة الخدمة من ثلاث إلى خمس مرات، عدا عن التوفير في الكلفة المالية لخدمة الإنترنت.
ويرى العابد أنه لابد من تكافل جميع الجهات المشرفة والعاملة في هذا الشأن، للتفكير بالأخذ بيد شركات من نوع خاص، تسمى عادة شركات إدارة البيانات، وهي مناظرة لشركات إدارة الإنترنت، إلا أنها تقوم بتقديم مساحات الاستضافة ولوحات التحكم، وإدارة المواقع والبرمجيات اللازمة لها على تجهيزات موجودة في سورية.
مؤشرات
على الرغم من أنها محجوبة، يتصدر موقع الـ "فايسبوك" الترتيب (10) في قائمة المواقع الأكثر زيارة محلياً؟!"
يصل عدد مستخدمي الإنترنت محلياً إلى (2) مليون، بينما هم فعليا حوالي الـ (5) مليون.. لوجود مستخدمين عن طريق مقاهي الإنترنت أو مشتركين بخط واحد مثلاً.
تعتبر سورية من الدول الأسرع نمواً، في استخدام الإنترنت، ومع ذلك فالنسبة ما زالت في طور النمو.
المعلوماتيون الشباب، شبكة تتوجه للشباب والمجتمع بشكل عام، وتعمل في هذه المرحلة على نشر وعي أكبر للمعلوماتية وزيادة وعي واستخدام التكنولوجيا وزيادة الوعي بالمحتوى العربي.
تشكل المواقع الإباحية ما نسبته أكثر من (60%) من المواقع في العالم
[/color]
مواضيع مماثلة
» تقرير كلفة جرائم الإنترنت تتفوق على حجم الاتجار بالمخدرات عالميا
» ماذا يقول ملك الموت وأنت على خشبة الغسل
» ماذا تعرف عن دفن الرسول صلى الله عليه وسلم
» هل تعلم ماذا يحدث لك بعد ساعه من شرب الكولا؟!...مثير جدا
» إذا قلت سبحان الله....انظر ماذا يقول الله.
» ماذا يقول ملك الموت وأنت على خشبة الغسل
» ماذا تعرف عن دفن الرسول صلى الله عليه وسلم
» هل تعلم ماذا يحدث لك بعد ساعه من شرب الكولا؟!...مثير جدا
» إذا قلت سبحان الله....انظر ماذا يقول الله.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى